الدكتور أحمد الشناق
#ذاكرة_الأيام
#عمان زمان وأيام لا تنسى، و #انتخبت بعمر ١٤ سنة
في الصف السادس بمدرسة صلاح الدين في جبل الأشرفية، عام ١٩٦٥، وما تلا ذلك، كانت أعوام حافلة، استقبال الزعماء الذين يزورون الأردن، ودخول السينما ومشاركتي بالإنتخابات
- شهد عام ١٩٦٥ وما تلاه عديد الزوار من القادة العرب للأردن، شيخ إمارة أبوظبي، الحبيب بورقيبة، بابا الفاتيكان وغيرهم الكثير.
وكانو يأخذوننا لنصطف على الأرصفة ونحن نحمل الأعلام الورقية بحجم صغير ممسوكة بأقلام الرصاص، لنرفعها ونلوح بها أثناء مرور الموكب، للمغفور إليه الملك الحسين وبرفقته الضيف الزائر .
وكان حظ مدرسة صلاح الدين، أن يكون وقوفنا على الرصيف بمدخل المطار في ماركا، بالقرب من ساحة هبوط الطائرة والاستقبال، ولا زلت اذكر الملك الحسين وبجانبه الشهيد وصفي التل يتحدثون، وهم بإنتظار الإستقبال لأحد الزعماء، ويشعلون السجائر، وحتى نشاهد نوع الدخان فيلادلفيا احمر .
وكانت مسيرتنا تنطلق من جبل الأشرفية سيراً على الأقدام، وبصفوف منتظمة والأستاذ أمام الصفوف، وليمر حشدنا من نزول المصدار إلى شارع الملك طلال، ونتابع إلى شارع المحطة، الذي يجري السيل مكشوفاً بمياه عذبه، قبل سقفه، ونشاهد المزروعات الخضراء من جهة السيل الشمالية بمنطقة المحطة، ولم يكن بها عمران، كما اليوم. واذكر، شيخ أبوظبي، معلقه يافطات الترحيب به، بإسم الشيخ شخبوط، وكان يرتدي اللباس العربي باللون الأخضر .
- في ذلك العام اخذتنا المدرسة لحضور فيلم عمر بن الخطاب في سينما بسمان، وهو اشبه بصور متقطعة، مقابل خمسة قروش يدفعها الطالب.
- كانت العيادة التي نراجعها للعلاج، في شارع فيصل، مكانها الان المركز الأمني وسط المدينة، ونشتري زجاجة فارغة، ليوضع بها دواء السعال، الذي يكون في تنكة، واذكر الطبيب الذي الذي كان يعالجنا الدكتور طعمة الفانك. وكان يجب إعلام المدير قبل النزول للطبيب بيوم، لتعبئة اسماء الطلاب على كشف، الذين يشكون للعلاج. وخطورة عليك أن يكتب الطبيب على الكشف انك متمارض، وكنا نذهب للعيادة سيراً على الأقدام .
- اما الدكان الذي نشتري منه، فكانت بقالة النابلسي، للأخوين عبدالرحيم وعبدالرحمن على دوار الاشرفية، والمعروفة على مستوى الأردن، بتوزيع قهوة النابلسي، بأكياس ٢٠٠ غرام،
وبسيارة صالون للتوزيع.
- إشكالية الوزن عند الشراء، حيث يعتمد بعمان وزن الكيلو، والوقية ٢٥٠ غرام" وزن نابلسي" ، وفي إربد الرطل والوقية ٢٠٠ غرام "وزن شامي" ، فعليك تحديد نوع وزن الشراء، وهذه إشكالية عليك تجاوزها اذا كنت من اهل إربد
- المخبز، لصاحبه ابوغالب، وعنده الاجير يأتي للمنازل ويأخذ العجين المقطع في فرش خشبي، ويضع حوالي ١٠ عجنات على رأسه.
- الحلاق، كان صالون ابوحنا على الدوار، والاجرة خمسة قروش، أو عند ابومحمد يأتي للبيوت ومعه شنطه بأدوات الحلاقة. وتكون الحلاقة بالجملة، ندفع ٢٠ قرش، ونستمتع بأحاديثه، واذكر له ترديد المثل القائل " تاجرنا بالأكفان، بطل حدا يموت " وهو يروي لوالدي بلكنة شامية محببة، قصص وحكايات الحياة.
- الكوى على الدوار لصاحبه الانيق والخلوق محمد، وكوي الملابس، بمكوى من الحديد على بابور الكاز، والأسعار كانت، قرشين للقميص والبنطلون خمسة قروش، والبدلة بأجرة عشرة قروش،
- الخضار والفواكه، شرائها من حسبة وسط مخيم الوحدات
- التنزه يكون، في داخل مستشفى البشير " عمان الجراحي" باشجاره الكثيفه من الصنوبر، وإلى جانبه متنزه الأشرفية،
والمراجيح الخشبية
- اللحمة يتم شراءها من ملحمة ابوعارف، بدخلة تطل على سيل عمان ومن حوله الأتربه والحجارة، ولها مدخل على شارع الملك طلال، وكانت ممر غير معبد، ونعاني بفصل الشتاء من الطين وغبص الأقدام فيه، والجهة المقابلة لدخلة الملحمة تقع سينما الكواكب بشارع الملك طلال، وكانت سينما شعبية وكراسيها من كراسي القش الدارجة في المقاهي، وتحضر فيلمين بخمسة قروش
- التنقل بباصات الفولفو، ذات اللون الأخضر ويملكها رجب خشمان، والاجرة قرشين، وكان باص واحد يعمل على خط الأشرفية،
- طلوع المصدار، كان للكسارات والرمل ولمعامل الطوب والبلاط. وإيصال الرمل والطوب إلى المنازل، على الحمير، المملوكة لأبو سلامة الذي يسكن بمحيط الكسارات.
- المطحنة كانت مكان مباني أمانة عمان الان في راس العين، جسر المهاجرين، الذي تتدفق من تحته مياه سيل عمان، بتقاطع مع طلوع المصدار، ونقل شوالات الطحين على الحمير إلى البيوت، وبذات الموقع كان سوقاً لبيع الحلال، والمحلات على إمتداد الشارع، هي مخازن لبيع الحبوب.
- شهر ٤ عام ١٩٦٧، طلب مني الوالد عليه رحمة الله أن ارافقه إلى خشافية الدبايبة جنوب عمان، فسألت ولماذا يا والدي، قال تذهب إلى دوار الأشرفية وتحضر سيارة طلب للذهاب إلى هناك، وتبلغ العم ابونايل الشوبكي جارنا ليرافقنا، وهناك مقر إنتخابي للشيخ محمد المنور الحديد، للإنتخابات النيابية، وكان المرحوم الشيخ مطلق الحديد النائب في البرلمان السابق، صديقاً للوالد عليه رحمة الله، وتم شراء الأرض لمنزلنا في الأشرفية من الشيخ مطلق، حيث كان جبل الأشرفية من أملاك الحديد. وكان من جيراننا الشيخ برجس الحديد، وتربط الوالد علاقة صداقة متينة مع عشيرة الحديد الكرام، والشيخ بركات الزهير الملاصق بيته الكريم لبيتنا، والصحفي عبدالحفيظ محمد الذي يصدر صحيفة أخبار الاسبوع، والجار العزيز فارع الروسان ابوفاروق، الذي يحضر للسهرة عند الوالد، وطلبه مستجاب دوما، بأكلة اللزاقيات، ودائما يحضر معه ٤ باكيتات من الدخان للسهرة، بعادته أن يولع السيجارة من الأخرى دون استعمال القداحة.
وفعلا، ذهبت إلى الدوار وانتظرت مرور سيارة، لأخذها طلب، ذهاب وإياب إلى خشافية الدبايبة، وكانت السيارة مرسيدس، موديل أربعة ركاب، وقبل موديل المرسيدس ١٩٠
وصلنا إلى الخشافية، والموسم ربيع، ووجدنا اعداد قليلة، وغرفة التصويت بناءها من الحجر والطين على تلة مرتفعة، وذهب الوالد وابونايل للتصويت، وإذا بموظف يخرج من الغرفة، وينادي على اسم أحمد، طبعا لم يخطر ببالي انه ينادي علي، وإذ به يؤشر علي، تعال يا احمد، فذهبت، وطلب مني الدخول للتصويت، طبعا استجبت، ووضعت اصبعي بالمحبرة، لأضع بصمة مقابل اسمي المسجل على دفتر وبخط اليد ، وهكذا شاركت بالانتخابات والتصويت بعمر ١٤ سنة، وكنت في الصف الثاني اعدادي.
وتناولنا طعام الغداء من المناسف، وعدنا بسيارتنا المرسيدس أربعة ركاب. إلى الأشرفية، لتنتهي رحلة ربيعية بمشاركة انتخابية. ولأحدث زملائي في المدرسة، عن ذلك اليوم وتلك الرحلة، وركوبي بسيارة مرسيدس من الامام بجانب السائق وطلب موظف مني لأصوت، وبقي اصبعي ممهوراً بالحبر ليومين . وبعد إعلان النتائج وفوز الشيخ محمد المنور،
يطلب الوالد للذهاب والمباركة في منزله، ونجد عنده الشيخ عبدالباقي جمو عليه رحمة الله، الذي فاز بتلك الانتخابات، ويبدأ الكلام والمزاح عن الانتخابات ونتائجها، من الشيخ عبدالباقي بلكنته الجميلة والمحببة، لكنه مزاح الرجال الكبار بحجم تلك المرحلة من جيل الكبار في تاريخ الوطن، وغادرنا على عزومة الوالد لهم وبإصرار على حضور الشيخ عبدالباقي جمو. عليهم رحمة الله جميعا.
#الصورة ١٩٦٨، الثالث إعدادي، مدرسة صلاح الدين عمان
الدكتور أحمد الشناق