الدكتور أحمد الشناق...
#عمان زمان وأيام لا تنسى
عام ١٩٦٣، تنتقل اسرتي من بلدتي سوم الشناق إلى عمان، وكنت أنهيت الصف الرابع، للإلتحاق بمدرسة صلاح الدين في جبل #الأشرفية حيث نسكن، ومديرها في ذلك الوقت استاذي الفاضل ضافي طالب خمايسة، بهيبة ووقار المدير، الذي لا تنسى شخصيته القيادية، والطلاب في المدرسة يرتادها أبناء مناطق عديدة، من جبل الأشرفية والنظيف والوحدات والقويسمة وابوعلندا وخريبة السوق، وسكان الأشرفية نعرف كل عائلة بأسماء الاولاد والبنات وبيوتهم، ومن الأصدقاء الذين نتداول زيارة بيوت بعضنا للمطالعة والدراسة، صالح ابن الفنان الأستاذ توفيق النمري، ومنزلهم بحي الأرمن، والشريف نايف بن حيدر البركاتي، ووالده كان يعمل في الإذاعة، ومحمد ابن الشيخ نهار الحديد، ومحمد ثلجي القطارنة، ولكن كانت الصحبة المتلازمة والتحرك اليومي مع صالح توفيق النمري،
وفي عام ١٩٦٨، كانت مرحلة الصف الثالث الإعدادي، المرحلة الفاصلة بالإنتقال إلى المرحلة الثانوية، والفحص على مستوى الوزارة، كإمتحان موحد، (المترك) وتطلع اسماء الناجحين بالراديو والصحف اليومية.
وبعد سماع النتائج صباحاً بالراديو، ذهبت إلى المدرسة لأخذ كشف العلامات، وإذا بالاستاذ محمد أبوزيد، يطلب مني مراجعة الإدارة، وكانت بالطابق الثاني، ودخلت على غرفة المدير، الأستاذ عوني التاجي الفاروقي، الذي جاء مديراً للمدرسة بعد إنتقال الأستاذ ضافي خمايسة، ووجدته خلف مكتبه بصورة لا تنسى هيبة ووقاراً، ويقول لي، انت يا احمد الأول على الصف، وهذا كشف الناجحين لتأخذه إلى مدير مدرسة حسن البرقاوي لتلتحقو بها في الأول ثانوي، وهي مدرسة جزء من جامع ابودرويش الشهير بعمان، من جهته الشمالية، وشكرته، مع تهيب من شخصيته، وقلت حاضر يا استاذ، ونزلت درج المدرسه ومعي الكشف بأسماء الناجحين، والفرح كان بمقابلة المدير ومسؤوليتي بأخذ الكشف، توازي فرح النجاح، لأنني ساقابل مدير مدرسة حسن البرقاوي، الأستاذ عبدالحي لافي، المعروف بشخصيته القوية مع الطلاب.
أيام لا تنسى في عمان زمان، الناس تعرف بعضها، والمعلم قائد في مدرسته ومحيط مجتمعه، ومدير المدرسه، نرى فيه القائد المهيب بشخصيته ووقاره. ورفاق الدراسة بيوتنا مفتوحة لبعض، والأباء والأمهات، يفخرون بإبنهم واصحابه في المدرسة والتكريم فائقاً بالضيافة والاستقبال.
- الصورة عام ١٩٦٨، وكانت توضع على الهوية المدرسية بتوقيع المدير وخاتم المدرسة.